في إطار رؤية إمارة أبوظبي نحو حكومة المستقبل التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ليس من حيث التصميم فحسب، وإنما من حيث الهدف المتمثل في تمكين أفراد المجتمع وضمان تقدم يقوده المجتمع ذاته وتحقيق تحوّل رقمي شامل، أعلنت دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي عن إطلاق مجموعة من المبادرات الرقمية المبتكرة المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك خلال مشاركتها في اليوم الأول من معرض "جيتكس جلوبال 2025".
وتأتي هذه الخطوة تأكيداً لالتزام الدائرة بدعم توجهات حكومة أبوظبي نحو بناء منظومة اجتماعية أكثر ذكاءً وتكاملاً، من خلال توظيف التكنولوجيا المتقدمة لتطوير العمل الاجتماعي وتعزيز كفاءة الخدمات، بما يسهم في تحقيق تنمية مجتمعية مستدامة تضع الإنسان في صميمها.
وأوضح سعادة الدكتور عارف الحمادي المدير العام للشؤون الاستراتيجية والرقمية بالإنابة : أن التحول الرقمي يمثل اليوم أحد المحركات الرئيسة لتطوير القطاع الاجتماعي في إمارة أبوظبي، مشيراً إلى أن الدائرة تعمل على تسخير التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة العمل الاجتماعي وتعزيز فعاليته.
وأضاف، تُجسد المبادرات في معرض جيتكس توجه دائرة تنمية المجتمع نحو تسخير الذكاء الاصطناعي لدعم التنمية الاجتماعية في أبوظبي، وتحويل البيانات إلى رؤى عملية تُسهم في تطوير سياسات أكثر استباقية وكفاءة. إن هذه الخطوة تمثل امتداداً لرؤية الدائرة في بناء مجتمع متماسك ومزدهر، يضع الإنسان في محور التنمية ويستفيد من الإمكانات التقنية لتعزيز جودة الحياة لجميع أفراد المجتمع."
من جهتها، كشفت الدائرة عن مبادرة لوحة بيانات الرفاهية الاجتماعية، التي تهدف إلى تعزيز جودة حياة المجتمع من خلال تمكين صانعي القرار بالاعتماد على البيانات للكشف الاستباقي عن المخاطر، من خلال تحويل البيانات المعقدة إلى رؤى قابلة للتنفيذ، حيث تتيح اللوحة للجهات المعنية تصميم تدخلات موجهة ومحلية تسهم في إحياء المناطق المستهدفة وتطبيق سياسات مرنة تعزز رفاه المجتمع.
وتُعد هذه المبادرة خطوة رائدة نحو بناء منظومة معرفية متكاملة تُسهم في توجيه السياسات الاجتماعية على أسس علمية وبيانات دقيقة، بما يعزز جاهزية القطاع الاجتماعي لمواكبة التحول الرقمي الشامل الذي تشهده إمارة أبوظبي.
كما أطلقت الدائرة منصة رؤى دعم الأسرة، وهي نموذج متكامل مدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، يهدف إلى تحديد الأسر الأكثر احتياجاً في إمارة أبوظبي، من خلال دمج بيانات الجهات الحكومية ضمن منظومة رقمية موحدة.
وتُسهم المنصة في تمكين صانعي القرار من التدخل الاستباقي ومعالجة الأسباب الجذرية للتحديات الاجتماعية وتسريع مسارات التعافي، عبر تقديم تصورات دقيقة مبنية على البيانات تسهم في تصميم حلول مخصصة لكل أسرة.
ويمثل المشروع خطوة نوعية نحو تعزيز المرونة الاجتماعية ودعم التنمية المجتمعية المستدامة التي تتمحور حول الإنسان، بما يعكس رؤية أبوظبي في بناء منظومة اجتماعية أكثر شمولاً وفاعلية، تستند إلى البيانات والابتكار في خدمة المجتمع.
وتؤكد الدائرة أن توظيف التقنيات المتقدمة في خدمة التنمية الاجتماعية يمثل خطوة استراتيجية نحو مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً، تتكامل فيه التكنولوجيا مع القيم الإنسانية لبناء مجتمع متماسك ومزدهر، يشارك بفاعلية في مسيرة تنمية المجتمع.